ماذا حصل في حفل عاصي وهيفاء في بيروت؟

ماذا حصل في حفل عاصي وهيفاء في بيروت؟

لم يكن منظمو الحفل الأوّل في سلسلة الحفلات المقرر إجراؤها وسط بيروت، لإعادة الحياة إليه بعد سنة ونصف السنة من الإقفال الذي كان أحد تداعيات اعتصام المعارضة اللبنانية في ساحتي رياض الصلح والشهداء الكائنتين وسط العاصمة اللبنانية، لم يكن هؤلاء المنظمون يتوقّعون أن تتجاوز أعداد الجماهير الغفيرة الـ700 ألف حضروا من مختلف المناطق اللبنانية ليشهدوا عودة الحياة إلى مدينتهم التي حاصرها الخوف في الفترة الأخيرة، ما أدّى إلى توقف الحفل قبل أن يعتلي نجمه عاصي الحلاني خشبة المسرح.
الحادث تعاطت معه وسائل الإعلام اللبنانية بمنحى إيجابي، ورأت فيه توقاً لبنانياً إلى كسر حاجز الخوف والسجن الإجباري أمام شاشات التلفزة ونشرات الأخبار، نحو استعادة الإيقاع الصاخب لبيروت التي استعادت بريقها بسرعة لم يكن يتوقّعها المراقبون، سرعة أدهشت منظمي حفل الفنان عاصي الحلاني والفنانة هيفاء وهبي، التي غنّت وتوقفت عن الغناء ثم غنّت لتفر من الجماهير وينتهي الحفل عند هذا الحد.
فماذا حصل في حفل هيفاء وعاصي؟
ليلة االإثنين 26 مايو، أربع وعشرين ساعة مضت على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، الاحتفالات تعم لبنان، لكن لوسط بيروت معنى رمزيا، فهو الذي شهد اعتصاماً استمر قرابة العام ونصف العام، وهو المكان نفسه الذي أجريت فيه فعاليات مهرجان «لبنان للجميع وطن للحياة» بتنظيم من النائب بهية الحريري قبل ثلاث سنوات، بعد شهرين على استشهاد شقيقها الرئيس رفيق الحريري، وما تلاه من انفجارات شلّت الحياة في بيروت، كانت مناسبة أرادت من خلالها الحريري أن تعيد الحياة إلى العاصمة التي أحبها شقيقها الشهيد، وكان لها ما أرادت، حيث وقفت في الثالث عشر من أبريل عام 2005، الفنانة ماجدة الرومي لتغني لجمهور فاق عدده نصف المليون تجمع في الساحات المجاورة، في ذكرى الثلاثين للحرب اللبنانية.
وكان لا بد من استعادة المشهد، والبداية دوماً من وسط بيروت، حيث وجّه رئيس تجمع «11 مارس» الحركة المعتدلة التي وجدت مكاناً لها بين فريقين متناحرين اتخذا من يومي 8 و14 مارس شعاراً لهما، فكان حفل البداية مع الفنانين عاصي الحلاني وهيفاء وهبي، على أن تليه حفلات لكبار الفنانين على مدى أسبوع.
الجماهير بدأت بالاحتشاد منذ الساعة الخامسة عصراً، وازداد احتشاد الجماهير بعد انتهاء الحفل الذي أقيم في ضاحية بيروت الجنوبية بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير الجنوب، ما أدى إلى حوادث اختناق وإغماءات، وفي ظل هذه الفوضى العارمة صعدت هيفاء وهبي إلى المسرح وهي ترتدي بنطلون جينز وقميصاً عسكرياً تعلوه صورة العماد المنتخب والعلم اللبناني، غير أن صعود هيفاء صودف مع انقطاع التيار الكهربائي عن المسرح ما اضطرها إلى النزول لإصلاح العطل، لتعود مجدداً وتغني وسط تزايد عدد الوافدين الذين حاول بعضهم الصعود إلى المسرح لتبادل التحية معها.
وحاولت القوى الأمنية منع الشباب من الصعود إلى المسرح، غير أنها بدت عاجزة أزاء تجاوز أعدادهم المتوقع، فنصحت هيفاء بمغادرة المسرح فوراً، خصوصاً أن التدافع أدّى إلى قطع كابلات الكهرباء والصوت.
بدورها نصحت قوى الأمن الفنان عاصي الحلاني الذي حضر إلى المكان بمغادرته لعدم تمكنها من ضبط الجمهور، وكان تصرفاً لبقاً من عاصي الذي ظهر عبر شاشة تلفزيون الجديد ليعرب عن فرحته بهذا العدد من الجمهور، الذي يثبت حب اللبنانيين للحياة وتوقهم إلى السلام والاستقرار، وأعلن عن حفل جديد سيحييه في وسط العاصمة.
إذاً الدعوة عامة ونجوم الصف الأول لهم بريقهم وجمهور لبنان متعطش لحفلات افتقدها طوال سنتين، ما سيلقي أعباء إضافية على منظمي الحفلات الذين لن يكون بإمكانهم ضبط جمهور تبقى أعداده مفتوحة على أي احتمال.

موضوع روعه